اتفقت العائلة على الاجتماع في استراحة نهاية الأسبوع .. من باب التواصل وصلة الرحم ..
ـ فرحت بذلك كثيرا وتشوقت متى يأتي ذلك اليوم .. وبدأت رسائل الجوال و الهواتف تدعو افراد الأسرة للاجتماع حتى ممن هم خارج مدينتا ..
ـ كان موعدها يوم الخميس حتى يتمكن ممن هم خارج الرياض ان يحضر إليها ، وسيبدأ التجمع العائلي بعد صلاة الظهر إن شاء الله .. ويستمر حتى الساعة الثانية عشر ليلا ..
ـ حرص افراد العائلة على ان يكون الاجتماع على وجبتين ( الغداء والعشاء ) فمن فاته الغداء لن يفوته العشاء .. فتكن فرصتين بدلا من واحدة ..
ـ تكفل احد اغنياء العائلة بتكاليف اللقاء ... والهدايا العائلية الرمزية .. وما يلزم ذلك ..
ـ بدأ التجمع بعد صلاة الظهر والفرح والسرور عم الجميع .. الجميع يبتسم والجميع يتحدث ويتفقد الاحوال .. ويستمع لتفاصيل تكاثر العائلة وتوزعهم في المدن والقرى ..
ـ كم اعجبني هذا المنظر الذي تمنيت ان يتكرر كل شهر ..
ـ في هذا الاجتماع العائلي كانت هناك احدى بنات العم لديها طفلة صغيرة في الصف الثاني الابتدائي .. مجاورة لأمها لاتفارقها .. وتستأذن أمها للذهاب للعب مع البنات .. فتسمح لها .. فتذهب وتعود بعد ان فترة ثم تذهب ..
ـ رأيت حرصها ماشاء الله تبارك الله على الصلاة .. فما ان حان وقت صلاة العصر إلا ان بادرت امها بالوضوء والاستعداد لأداء الصلاة ..
ـ وما هي ألا لحظات وعملت ابنتها مثل ما عملت الام .. فرشت سجادتها الصغيرة ولبست جلباب الصلاة بجوار أمها لتؤدي الصلاة مثلها .. اعجبني حرصها على الطاعة منذ صغرها .. تركت اللعب واللهو مع اقرانها وتوجهت لربها ..
ـ دفعني ذلك لمتابعتها في صلاة المغرب والعشاء ... أريد ان أرى ماذا ستعمل ايضا .. عندما ينادى للصلاة ..
ـ رأيتها تعمل مثل ما عملت العصر .. وبعد الانتهاء من صلاة الفرض في المغرب والعشاء .. صلت السنة الراتبة من نفسها وبدون الحاح من والدتها .. تعجبت والله من ذلك ...
ـ دفعني الفضول لمنادة الصغيرة ومحادثتها .. جاءت على استحياء وسلمت وجلست بجواري وأمها تنظر إلينا ..
ـ سألتها ما الذي دعاك للاستجابة السريعة لأداء الصلاة بعد سماع النداء ؟
ـ قالت وبكل ثقة : الله خلقني لعبادته فلماذا اتأخر عنها بعد أن نادني لعبادته ... هكذا علمتني أمي ومعلمتي .. فما عذري عند ربي ؟
ـ قلت لها: وما هي الركعتين التي صليتيها بعد المغرب العشاء ؟؟
ـ قالت : اصليها ليبني لي ربي بيتا في الجنة .. هكذا قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وعلمتني به أمي ومعلمتي .. ومنذ ذلك الوقت لايمكن ان اتركها .. هل تعرفين كيف يكون لك بيتا في الجنة ولا تدفعين الثمن ؟..
ـ سررت كثيرا باجابتها .. فضممتها لصدري وانا ادعو لها .. وعرفت كم اني مقصرة في حق ربي .. كم تأخرت على الصلاة وكم كدت ان اصليها في اخر وقتها باشغال ... الصلاة أهم منها .. وكم فرطت في طاعة وعبادة يبني لي بها ربي بيتا في الجنة .. فعاهدت نفسي ان اكون مثلها .. كم خجلت اني لا اعمل مثلها مع كبر سني ..
ـ أعطيتها هدية 5 ريالات .. فرفضت على استحياء فقلت : الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية فقبلتها وهي تبتسم .. وذهبت لامها تحدثها بما صار بيني وبينها .. انتظرت حتى انتهت من ذلك ..
ـ ذهبت لبنت عمي وشكرت لها حسن صنيعها بابنتها .. وحسن تربيتها .. فقالت لي : يا اختاه .. يولد المولود فينا على الفطرة .. ونحن من نساعده على البقاء عليها .. ولكننا نتكاسل عن ذلك .. ولو كل واحد منا سواء الام او الاخت او الأب دعا اولاده وبناته للخير منذ صغرهم سيجد الاجابة سريعا .. هي الفطرة .. اقتنعت بالحق بفطرتها ..
ـ لقد تعلمت درسا في حياتي تمنيت ان كان ذلك مبكرا .. كم ضاعت ايام وسنوات من حياتي لم اشغلها بالطاعة .. عمل يسير وأجر كبير ..